الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
الدعاء المنتشر في مواقع " الإنترنت " والمسمى بـ " دعاء العرش " دعاء مكذوب لا يصح، لا يجوز نقله ولا روايته، ومن تساهل في ذلك تعرض للوعيد الشديد، في قوله عليه الصلاة والسلام: (مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ) متفق عليه.
وذلك أن هذا الحديث غير موجود في كتب السنة والآثار، ولا يتناقله علماء المسلمين الثقات، وإنما يكذبه بعض الناس وينشرونه بينهم، رغبة في تحريف الدين وتشويه الشريعة.
ثم فيه من الألفاظ المستغربة الشيء الكثير، مثل قوله: : (أسألك باسمك المكتوب على جناح جبريل وعلى ميكائيل وعلى جبهة إسرافيل، وعلى كف عزرائيل الذي سميت به منكرا ونكيرا، وبحق أسرار عبادك عليك)
يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله: "ومن جملة القرائن الدالة على الوضع الإفراط بالوعيد الشديد على الأمر اليسير، أو بالوعد العظيم على الفعل اليسير، وهذا كثير موجود في حديث القصاص والطرقية " انتهى "النكت على مقدمة ابن الصلاح" (2/843)
وفي الأحاديث الصحيحة من الأدعية ما يغني عن مثل هذا، وقد جمع بعض العلماء الأدعية الواردة في القرآن والسنة، ثم طبعها، فاحرص عليها، وادع بها، وقد كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: (ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار). والله أعلم.