الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
الدعاء الذي نسمعه على الفضائيات في رمضان هو في صلاة الوتر بعد الركوع، وهذا يسميه الفقهاء "قنوتا"، وهو مسنون في مذهبنا في الوتر في النصف الثاني من رمضان، ودليل ذلك ما ورد من فعل الصحابة رضوان الله عليهم على عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وورد من فعل علي بن أبي طالب، وعبد الله بن عمر رضي الله عنهما.
يمكن مراجعة هذه الآثار في كتاب " السنن الكبرى " للإمام البيهقي (2/498) في "باب من قال لا يقنت إلا في النصف الأخير من رمضان".
ومن أخذ بالقول الثاني في المذهب: أن القنوت مشروع في صلاة الوتر في كل السَّنَة فلا تثريب عليه، خاصة وأن الإمام النووي رحمه الله قد قوَّى هذا القول في "المجموع" (3/510)، وأن السادة الحنفية يقنتون في الوتر دائما لكن قبل الركوع، ويُسِرُّون به.
والجميع يتقيدون في ألفاظ القنوت بما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم، وما روي عن الصحابة الكرام، وهذه الألفاظ لو جمعت في سياق واحد لا تبلغ الطول الذي نسمعه اليوم على الفضائيات.
أما نحن فنلتزم بالقنوت كما ورد في مكانه في صلاة الصبح والوتر، ونتقيد بالألفاظ المأثورة.
والله أعلم.