الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
الواجب على الزوجة أن تلتزم بالشرط الذي وافقت عليه عند العقد، فقد جاءت الشريعة بالأمر بالوفاء بالشروط والعهود، وذلك في قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ) المائدة/1، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (المُسْلِمُونَ عَلَى شُرُوطِهِمْ، إِلاَّ شَرْطًا حَرَّمَ حَلاَلاً، أَوْ أَحَلَّ حَرَامًا) رواه الترمذي (رقم/1352) وقال: حسن صحيح.
وزواج الرجل من زوجة ثانية لا يلغي الشروط المتفق عليها مع الزوجة الأولى، فالأمران منفصلان، والعقدان مستقلان، ولكل واحد منهما أحكامه وشروطه التي يجب التزامها.
فإذا كان زوجك قد اشترط عليك السكن مع والدته، وكان البيت واسعا بحيث تتحصلين فيه على خصوصيتك: فيلزمك الوفاء بهذا الشرط، وعدم الاعتراض بسبب زواجه الثاني، وأما إن كان البيت ضيقا لا تتحصلين فيه على خصوصياتك فيحق لك أن تسكني في بيت مستقل.
واعلمي أنك قد سلكت سبيل الخير والمعروف بموافقتك على الشرط، فلا تحرمي نفسك الأجر الآن، ولا تنقضي ما بنيت من حبل المودة بينك وبين زوجك الذي أثنيت عليه في خلقه ودينه، فتلك نعمة تفتقدها كثير من الزوجات، وأما زواجه الثاني فلا مناص من الرضا به وحسن التعامل معه وتقبله. والله أعلم.