الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
اتفق الفقهاء على أن مكان النية القلب ولا يشترط التلفظ بها في العبادات، وإنما ذهب الحنفية في المختار والشافعية والحنابلة في المذهب إلى أن التلفظ بالنية في العبادات سنة ليوافق اللسان القلب، ولذلك من تصدق أو حج أو اعتمر ونوى وصول ثواب ذلك العمل إلى الميت وصله إن شاء الله وإن لم يتلفظ بنيته.
يقول الشبراملسي رحمه الله: "الحاصل أنه إذا نوى ثواب قراءة له، أو دعا عقبها بحصول ثوابها له، أو قرأ عند قبره: حصل له مثل ثواب قراءته، وحصل للقارئ أيضا الثواب، فلو سقط ثواب القارئ لِمُسقط - كأن غلب الباعث الدنيوي كقراءته بأجرة - فينبغي أن لا يسقط مثله بالنسبة للميت" اهـ "نهاية المحتاج" (6/92)
ويقول ابن قيم الجوزية رحمه الله: "فإن قيل: فهل تشترطون في وصول الثواب أن يهديه بلفظه أم يكفي في وصوله مجرد نيه العامل أن يهديها إلى الغير؟ قيل: السنة لم تشترط التلفظ بالإهداء في حديث واحد، بل أطلق الفعل عن الغير كالصوم والحج والصدقة، ولم يقل لفاعل ذلك: وقل اللهم هذا عن فلان ابن فلان، والله سبحانه يعلم نية العبد وقصده بعمله، فإن ذكره جاز، وإن ترك ذكره واكتفي بالنية والقصد وصل إليه، ولا يحتاج أن يقول: اللهم إني صائم غدا عن فلان ابن فلان" انتهى. كتاب "الروح". والله أعلم.