الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
ليس في أفضلية الصدقة قاعدة مطلقة، بل هي أفضلية نسبية، تتفاوت بحسب اعتبارات كثيرة، منها:
1- حال المتصدق: فصدقة الفقير أفضل من صدقة الغني، وصدقة الصحيح أفضل من صدقة المريض مرض الموت.
2- حال المتصدق عليه: فالصدقة على القريب أفضل من الصدقة على البعيد، والصدقة على المحتاج أفضل من الصدقة على غيره.
3- ماهية المتصدَّق به: وقد وردت عدة أحاديث في بيان ما هو أفضل شيء يتصدق به المسلم، منها: تعليم العلم، لما روي عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ قَالَ: (أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ أَنْ يَتَعَلَّمَ الْمَرْءُ الْمُسْلِمُ عِلْمًا ثُمَّ يُعَلِّمَهُ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ) رواه ابن ماجه (رقم/243)، ومنها: إطعام الطعام الوارد في قوله صلى الله عليه وسلم: (أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ أَنْ تُشْبِعَ كَبِدًا جَائِعًا) أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (5/60)، ومنها: سقي الماء، فقد روي (أن سَعْدًا أَتَى النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: أَيُّ الصَّدَقَةِ أَعْجَبُ إِلَيْكَ؟ قَالَ: الْمَاءُ) رواه أبو داوود (رقم/1681).
والأفضل عند الله عز وجل ما كان خالصا لوجهه الكريم، ليس فيه شوب رياء ولا شوب سمعة، فإذا كانت الصدقة كذلك تقبلها سبحانه بقبول من عنده، وهو عز وجل يقول: (إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ) الحديد/18. والله أعلم.