الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
المسلم يحرص على رضا الله تعالى, ويتعامل مع الآخرين بالعفو عن الأخطاء وتجاوز الماضي، وإقالة العثرات، وذلك اتباعا لقول الله تعالى: (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) آل عمران/134. وقوله تعالى: (وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) الشورى 43.
ولك في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، فقد عفا عن كل من أساء إليه بعد فتح مكة، والعفو من شيم الصالحين، فعليك بمجاهدة نفسك وتمرينها على الصفح والغفران، لعل الله يتجاوز عنك في الآخرة، والله عز وجل يقول: (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) النور/22.
ومع ذلك فإن لم يستطع نسيان الإساءة واستبدالها بالمحبة، فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها، ولا يطالب إلا بأن يؤدي الحقوق التي أوجبها الله عليه، مثل صلة الرحم، والبر والإحسان إلى الأقارب والأصهار. والله أعلم.