الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
قرر الفقهاء أن الميت إذا كان عليه دين فإنه يجب المبادرة لسداد دينه، لقوله صلى الله عليه وسلم: (نَفْسُ الْمُؤْمِنِ مُعَلَّقَةٌ بِدَيْنِهِ حَتَّى يُقْضَى عَنْهُ) أخرجه الترمذي (رقم/1100)، وقال: حديث حسن.
وقد فسر العلماء قوله عليه الصلاة والسلام (نفس المؤمن معلقة): "أي: محبوسة عن مقامها الكريم. وقال العراقي أي: أمرها موقوف لا حكم لها بنجاة ولا هلاك حتى ينظر هل يقضى ما عليها من الدين أم لا" انتهى.
ومع ذلك فذمة الميت تبرأ فور تحمل الدين عنه، بشرط رضا صاحب الدين، فقد جاء في "حاشية قليوبي" (1/403): "وينبغي لولي - الميت - إذا لم يتيسر وفاؤه حالا أن يسأل غرماءه قبل غسله أن يحتالوا به عليه، (أي يتحولوا بمطالبتهم بالدين إلى ولي الميت), ويلزمهم إجابته، وبها تبرأ ذمة الميت" انتهى.
فنرجو لوالدك أن تكون ذمته قد برأت بمجرد تحملك لديونه. والله أعلم.