الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
من المقرر شرعا أن الغش في جميع نواحي الحياة حرام، لحديث أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: (مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي) رواه مسلم.
وهذا لفظ عام، يعم الغش في الامتحانات أيضا، وإذا كان الغش حراما فالإعانة عليه حرام، لقوله تعالى: (وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) المائدة/2. ويجب على كل من عرف بوقوع الغش أن يسعى في تغييره ما استطاع إلى ذلك سبيلا، ولا يحل لمسلم السكوت عن المنكر الذي يملك إنكاره، بل إذا سكت كان شريكا في المعصية.
وبناء على ذلك فإبلاغك عن المتقدم عن أخيه في الاختبار كان أداء للواجب الشرعي والوظيفي والأخلاقي، فالامتحان وضع للتمييز بين المجتهد وغيره، وتترتب عليه الكثير من الحقوق التنافسية، فإذا سكت الأستاذ (المراقب) اعتبر شريكا في الإثم والخيانة، فلا ينبغي له التساهل ولا التغاضي عن ما يقع في قاعة الاختبار، كي لا يقع في غش المجتمع الذي يعيش فيه، بل قد يتعدى ذلك الغش إلى الأمة كلها. والله تعالى أعلم.