الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
أمر الله سبحانه بالتفكر والتدبر في كتاب العزيز، وأثنى على المتفكرين بقوله: (وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) آل عمران/191، وقال: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) الجاثية/13.
وعن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تفكروا في آلاء الله ولا تفكروا في الله) رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" (6/250) وقال السخاوي بعد أن أورد عدة طرق للحديث: "وأسانيدها ضعيفة لكن اجتماعها يكتسب قوة، والمعنى صحيح" انتهى. "المقاصد الحسنة" (ص/215)
قال أبو الدرداء رضي الله عنه: تفكر ساعة خير من قيام ليلة.
وقال وهب بن منبه: ما طالت فكرة امرئ قط إلا فهم، وما فهم إلا علم، وما علم إلا عمل.
وقال بشر الحافي: لو تفكر الناس في عظمة الله تعالى لما عصوه.
ومن أراد التوسع في فهم " التفكر " فليرجع إلى كتاب: "إحياء علوم الدين" (4/423) الكتاب التاسع من ربع المنجيات.
لكن هذا التفكر يجب أن تكون له غاية، وهي ترسيخ الإيمان، وزيادة المحبة لله تعالى، والشعور بنعمه وحكمته في خلقه، وترتيب أمورهم، والاستعداد للقاء الله بالعمل الصالح.
ولذا يجب أن لا يشغل التفكر عن المبادرة إلى العمل الصالح، مثل صلاة الجماعة، وبر الوالدين، أما التفكر بلا هدف فيخشى على صاحبه من همزات الشياطين، وأقلها الاشتغال به عن صالح العمل، والتفاخر بالعلم، وإظهار النفس، فهذا إن أفاد الناس ولم يفد نفسه فهو عالم لم ينفعه علمه، وأمره شديد في الآخرة. والله أعلم.