الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
الإمام في صلاة الجماعة هو مقدَّم الناس إلى الله، يقودهم في أعظم شعيرة من شعائر الإسلام وهي الصلاة، ولذلك كان لمقامه منزلة رفيعة في ديننا، تولاها أول من تولاها نبينا صلى الله عليه وسلم، ثم اقتدى به الأئمة من بعده.
ولأجل التوفيق في هذه الوظيفة العظيمة جاء دعاء النبي صلى الله عليه وسلم للأئمة، كي يوفقهم الله عز وجل في رعاية حقوق الإمامة.
عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (الْإِمَامُ ضَامِنٌ، وَالْمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ، اللَّهُمَّ أَرْشِدْ الْأَئِمَّةَ، وَاغْفِرْ لِلْمُؤَذِّنِينَ) رواه أبو داود (رقم/517)
وقوله صلى الله عليه وسلم : ( الإمام ضامن ) : يشتمل على كثير من معاني الضمان التي اتفق عليها أهل العلم في أبواب صلاة الجماعة.
ونحن بهذا نسعى إلى تشجيع جميع الإخوة المتأهلين للإمامة، بل ولجميع من يرون في أنفسهم كفاءة لا يرونها في من حولهم من الناس: أن لا يتأخروا عن التصدي للإمامة، وأن يتوكلوا على الله، فهو سبحانه يعلم منهم صدق النية، وإخلاص الطوية، وهو عز وجل سيوفقهم ويفتح لهم أبواب الخير في الدنيا والآخرة.
عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (ثَلَاثَةٌ عَلَى كُثْبَانِ الْمِسْكِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: عَبْدٌ أَدَّى حَقَّ اللَّهِ وَحَقَّ مَوَالِيهِ، وَرَجُلٌ أَمَّ قَوْمًا وَهُمْ بِهِ رَاضُونَ، وَرَجُلٌ يُنَادِي بِالصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ) رواه الترمذي (1986) وقال: حسن غريب.
ونوصي الجميع بالسعي في حفظ القرآن الكريم، وإتقان تلاوته، والعمل بما فيه، والتفقه في الدين، كي ينتشر العلم والخير بين الناس، ويعم الصلاح والتقوى في ديارهم ومساجدهم.
وتأخر من يحسن الإمامة عن أداء هذا الواجب الكفائي أشد من الإقدام على الإمامة مع عدم توفر الشروط الكمالية، وكل من صحت صلاته لنفسه من الرجال وكان يحسن قراءة الفاتحة والتشهد فهو أهل للإمامة، وقد أم بعض الصحابة بقومه وهو ابن سبع سنين كما في الصحيحين، فالتأخر عن الإمامة ورعا في مثل هذه الأحوال ورع في غير موضعه، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلَا تَعْجَزْ) رواه مسلم (2664). والله أعلم.