الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
إذا تحلى الخاطب بالدين والخلق الفاضل فقد استوفى الشروط الأساسية التي أمرت الشريعة بالنظر إليها، وذلك في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا جاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَأَنْكِحُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَإِنْ كَانَ فِيهِ؟ قَالَ: إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَأَنْكِحُوهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ) رواه الترمذي (1085) وقال: حسن غريب.
أما أحوال الخاطب الجمالية، أو المادية، أو التعليمية: فالشأن فيها يرجع إلى رأي المخطوبة وولي أمرها؛ إذا رأوا أن التغاضي عنها هو المصلحة أقدموا على تلك الخطبة، وإذا رأوا أن رعايتها أولى لتحقيق مصلحة الأسرة في المستقبل فلهم ذلك أيضا، والذي نجزم به أن ولي الفتاة الذي يوافق على خطبة صاحب الخلق والدين لموليته فقد أدى الأمانة، وحفظ الوديعة، ولن يلحقه الندم إن شاء الله تعالى. والله أعلم.