الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
قراءة البسملة مستحبة عند تلاوة بداية أي سورة من السور، سواء كانت سورة مستأنفة جديدة أم سورة تكررت قراءتها؛ لأن البسملة آية من كل سورة سوى سورة (براءة)، بدليل حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ بَيْنَ أَظْهُرِنَا إِذْ أَغْفَى إِغْفَاءَةً، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ مُتَبَسِّمًا، فَقُلْنَا: مَا أَضْحَكَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آنِفًا سُورَةٌ. فَقَرَأَ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ. فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ. إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ) رواه مسلم (رقم/400)
وهو المعتمد في مذهبنا مذهب الشافعية، فينبغي على قارئ السورة أن يأتي بالبسملة كي لا يفوته أي جزء من السورة، وهذا الحكم يشمل من يكرر قراءة السورة الواحدة ومن يقرأ سورا عدة، وسواء كان ذلك في الرقية الشرعية أم غيرها من الأوراد.
يقول الإمام النووي رحمه الله: "ينبغي أن يحافظ على قراءة (بسم الله الرحمن الرحيم) في أول كل سورة سوى براءة، فإن أكثر العلماء قالوا إنها آية حيث تكتب في المصحف، وقد كتبت في أوائل السور سوى براءة، فإذا قرأها كان متيقنا قراءة الختمة أو السورة، فإذا أخل بالبسملة كان تاركا لبعض القرآن عند الأكثرين" انتهى. "التبيان" (ص/37)
ويقول ابن حجر الهيتمي رحمه الله: "الأصح أنها - أي البسملة - آية كاملة من أول كل سورة،" انتهى. "تحفة المحتاج" (2/ 36) والله أعلم.