الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
التربية الجنسية تعني تعليم الأطفال وتوعيتهم ببعض قضايا البلوغ والغريزة والزواج، وهي تربية مستمدة - عندنا نحن المسلمين - من أحكام الشريعة الإسلامية، هدفها تحصين أبناء المسلمين من السلوكيات البعيدة عن ثقافتنا الإسلامية، وغرس التصورات القويمة في عقول أطفالنا في صغرهم، حتى إذا كبروا عرفوا ما يحل وما يحرم عليهم، وأصبحوا متسلحين بالأخلاق الإسلامية الفاضلة في حياتهم اليومية.
وفي شريعتنا الكثير من الأمثلة على مفردات مادة التربية الجنسية القويمة، كالأمر بالتفريق في المضاجع لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (وفرقوا بينهم في المضاجع) رواه أبو داود، وكتعليم الأبناء آداب الاستئذان الواردة في سورة النور، ومنها قوله عز وجل: (وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) النور/59، وكذلك أمر الأطفال بغض البصر وعدم الاطلاع على عورات النساء، كما في قوله تعالى: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) النور/30، وقوله عز وجل: (أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ) النور/31.
فالتربية الجنسية لا تعني تعليم الجنس، بل تربية الأبناء وتوجيههم في هذه المسائل وجهة دينية وأخلاقية توافق أحكام الشريعة الإسلامية، وهذا يحفظ الأطفال من مرافقة أصدقاء السوء أو التجارب الخاطئة التي يقع فيها أبناؤنا.
ونذكِّرُ هنا بمسؤولية الآباء اتجاه أبنائهم في هذه الظروف التي كثرت فيها وسائل الإعلام التي بثت للأطفال ما لا يحمد عقباه، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (كُلُّكُمْ رَاعٍ ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ) متفق عليه، والله تعالى أعلم.