الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
يحرم على المسلم أن يقترض ممن يأخذ منه الربا، لأن الربا من كبائر الذنوب التي أعلن الله عز وجل الحرب على مرتكبيها في كتابه العزيز، فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ. فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ) البقرة/278-279.
وفي صحيح مسلم (1598) عن جابر رضي الله عنه قال: (لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آكِلَ الرِّبَا وَمُؤْكِلَهُ وَكَاتِبَهُ وَشَاهِدَيْهِ وَقَالَ: هُمْ سَوَاءٌ)
فلا يجوز للمسلم أن يأخذ الربا ولا أن يدفعه للبنك إذا طلبه باسم " الفوائد البنكية "، وليس شراء الشقة من باب الضرورات التي تبيح المحظورات؛ فإن ضرورة السكن تندفع بالاستئجار، كحال كثير من الناس اليوم؛ وَلَأَن يعيش المسلم في بيت كريم بالأجرة مائة سنة خير له من أن يسكن ساعة واحدة في بيت تحصَّل عليه بقرض ربوي، فضيق الدنيا أهون من عذاب الآخرة. والله أعلم.