الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
الجنين منذ علوقه له حرمة، لا يجوز الاعتداء عليها؛ لأنه بداية خلق آدمي، وإجهاضه محرم شرعاً وقانوناً، إلا إذا خشي على حياة الأم إن استمر الجنين، ولم يبلغ أربعة أشهر، وإجهاض الجنين بسبب أنه من الزنا هو عقاب للبريء وسكوت عن المجرمين الحقيقيين، فالجنين لا ذنب له، والذنب على من نتج الجنين عن لقائهما غير المشروع، ومنتهى الظلم أن يترك المجرم ويعاقب البريء، ولو وجدت عقوبات صارمة للزاني والزانية كما شرعها الله لَمَا وقعت هذه الفواحش المؤدية إلى هذه النتائج بالحجم الذي يعاني منه المجتمع.
والعلاج يكون بالالتزام بأحكام الشريعة الإسلامية، من حيث ضبط اختلاط الرجال بالنساء بالضوابط الشرعية، وإيقاع العقوبة على من تعدى حدود الله، وإيجاد دور حضانة ورعاية للأطفال الأبرياء الذين ظلمهم فاسق وفاسقة قبل أن يروا النور، فتقوم المؤسسات الخيرية برعايتهم وتوجيههم الوجهة الصالحة حتى لا ينحرفوا كما انحرف الذين كانوا سبباً في وجودهم، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال: (حَدٌّ يُقَامُ في الأَرْضِ خَيْرٌ لِلنَّاسِ مِنْ أَنْ يُمْطَرُوا ثَلاَثِينَ أَوْ أَرْبَعِينَ صَبَاحاً) رواه أحمد. والله أعلم.