الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
للجواب على هذا لا بد من بيان الأمور التالية:
1. إن الأضحية سنة في حق القادر عليها، وهو الذي يجد ما يشتري به الأضحية زائدًا عما يحتاجه هو وعياله في يوم العيد وأيام التشريق الثلاثة، بحسب ما يليق به وبهم من الناحية الاجتماعية والصحية وغير ذلك مما هو معتبر بين المسلمين. وفي هذه الحال إذا ضحَّى واحد من الأسرة فقد أدى السنة عنه وعن أسرته، والثواب له وحده إن كان قد ضحى بشاة. وبناء على ما تقدم: فالفقير ليس عليه أن يضحي.
2. يجوز أن يوكل المسلم من يضحي عنه في بلد غير البلد الذي يقيم فيه، لكن يجب أن تتم التضحية في الوقت المحدد لها شرعًا، وهو من بعد صلاة العيد إلى آخر أيام التشريق الثلاثة، والعبرة بالوقت في مكان الذبح، وليس ببلد الموكل.
3. يجب أن يعطَى الفقراء شيئًا من الأضحية، ويجوز أن يأكل المضحي منها، وأن يهدي منها لمن شاء من المسلمين، وكلما كانت حصة الفقراء أكثر، كان الثواب أكبر. وقد جرت عادة المسلمين أن يتصدقوا بثلث الأضحية، وأن يهدوا الثلث الثاني، ويأكلوا الثلث الثالث، ولا فرق بين أن توزع هذه الأضحية في بلد المضحي أو في غير بلده.
4. لا يجوز بيع شيء من الأضحية، بل توزع كما سبق، ويعطى الجزار أجرته من غير الأضحية.
وخلاصة القول: يجوز أن يضحَّى عن المسلم في غير بلد إقامته، مع مراعاة الشروط الشرعية السابقة. والله تعالى أعلم.