الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
مهما تطور العصر فإن درجات القرابة لن تتغير، والميراث يراعى فيه درجة القرابة، ثم إن نظام الميراث جزء من النظام الاقتصادي في الإسلام، فالرجل يجب عليه شرعًا أن يقدم مهرًا لزوجته عندما يتزوجها، ويجب عليه أن ينفق عليها وعلى أولادها بعد الزواج، وأما المرأة فإنها عندما تتزوج تأخذ المهر من زوجها، وهو مبلغ من المال غير محدد، وقد يكون ملايينًا من الدنانير الذهبية أو غيرها، بحسب ما يتفق عليه الزوجان، وهو تكريم للزوجة، وليس ثمنًا تُشترى به، فإذا أنجبت الأطفال تكون نفقتهم على الزوج وليس عليها، وبمقارنة وضع الأخ مع وضع الأخت في هذا الأمر نجد أن الإسلام راعى الإناث نظرًا لعدم قدرتهن على الكسب غالبًا كما يكسب الرجال.
واليوم عندما أصبح الرجل يكسب والمرأة تكسب فإن الوضع الاقتصادي لا يختلف، بمعنى أن قضية المهر والنفقة لم تتغير، فيبقى الوضع المالي للنساء أفضل، وإذا كانت تتبرع بالنفقة على الأسرة فذلك تفضلٌ منها تثاب عليه عند الله عز وجل، وعلى الرجل أن يكرمها مقابل ذلك ولو بالكلمة الطيبة. والله أعلم.