الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
من رحمة الله تعالى بعباده المسلمين أنه لا يؤاخذهم بما تتحدث به أنفسهم ما لم يتكلموا أو يعملوا به، ومن رحمته عز وجل أنه رفع عن أمتنا الحرج، فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها، ولا يكلفها إلا ما آتاها، والمسلم إنما يطالب بما يدخل في قدرته ووسعه، ولا يعاقب على ما خرج عن حدود التكليف. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا مَا لَمْ تَعْمَلْ أَوْ تَتَكَلَّمْ ) رواه البخاري ( 4968 ) ومسلم ( 127 )
والوساوس واحدة من أخطر المشكلات التي يبتلى بها بعض الناس حتى تنغص عليهم عيشهم، ولكن التوكل على الله عز وجل والثقة به، ثم الإرادة القوية: كفيلة أن تزيل عن كل مبتلى ذلك الأذى النفسي البالغ، والله عز وجل يكتب الأجر لمن يجاهد نفسه، ويسعى في تخليصها من أذاها. فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: جَاءَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلُوهُ: إِنَّا نَجِدُ فِي أَنْفُسِنَا مَا يَتَعَاظَمُ أَحَدُنَا أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ؟ قَالَ: وَقَدْ وَجَدْتُمُوهُ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: ذَاكَ صَرِيحُ الْإِيمَانِ. رواه مسلم.
فنصيحتنا لك أن تحافظ على أسباب العلاج الشرعية، من التزام الطاعات، واجتناب المحرمات، والمحافظة على الأذكار والأوراد الشرعية، كما ننصحك باتخاذ أسباب العلاج المادية، بمراجعة الطبيب المختص الذي نرجو أن يساعدك أيضا على تجاوز ابتلائك. نسأل الله لنا ولك العفو والعافية. والله أعلم.