الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
لا يجب على المصلين الالتزام بالصلاة خلف إمام معين؛ وإنما الواجب عدم إحداث الفتنة والشقاق بين المسلمين، وإن كان ذلك على حساب التنازل عن بعض الخلافات الدنيوية.
والإمام الذي يكره له شرعا أن يتقدم الناس هو الإمام المقصر في أمور دينه، الواقع في المعاصي، أما غير المقصر فلا حرج عليه.
يقول الخطيب الشربيني رحمه الله: "يكره تنزيها أن يؤم الرجل قوما أكثرهم له كارهون لأمر مذموم شرعا، كوال ظالم، أو متغلب على إمامة الصلاة ولا يستحقها، أو لا يحترز من النجاسة، أو يمحو هيئات الصلاة، أو يتعاطى معيشة مذمومة, أو يعاشر الفسقة أو نحوهم، وإن نصبه لها الإمام الأعظم, لخبر ابن ماجه بإسناد حسن: (ثلاثة لا ترفع صلاتهم فوق رءوسهم شبرا: رجل أم قوما وهم له كارهون، وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط، وأخوان متصارمان) والأكثر في حكم الكل، ولا يكره اقتداؤهم به كما ذكره في المجموع" انتهى. "مغني المحتاج" (1/489)
ويقول الإمام الخطابي رحمه الله: "الوعيد في الرجل ليس من أهل الإمامة، فيتقحم فيها ويتغلب عليها حتى يكره الناس إمامته، فأما إن كان مستحقا للإمامة فاللوم على مَن كرهه دونه" انتهى. "معالم السنن" (1/170). والله أعلم.