الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
نظن أن الجواب على سؤالك - أخانا السائل - مستقر في قلبك وعقلك، إذ لا بد أنك تتساءل عن الجدوى من هذا التعلق الشديد بمشاهدة مباريات كرة القدم، وإلى أي مطاف سينتهي بك الأمر وأنت تعلم أن هذا التعلق لا يزيدك علما ولا عملا، ولا دينا ولا خلقا، بل ولا مالا ولا مهارة تتزود بها في مستقبل أيامك، في حين أن الله عز وجل قد أنعم علينا بأعمارنا التي هي محطات معدودة، وأنفاس محسوبة، إذا ذهب منها نفس واحد لم يرجع إلى يوم القيامة، وسيسألنا عنها يوم القيامة، فإن لم نملأها بالخير والفائدة كانت علينا حسرة وندامة يوم القيامة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا لَمْ يَذْكُرُوا اللَّهَ فِيهِ وَلَمْ يُصَلُّوا عَلَى نَبِيِّهِمْ إِلَّا كَانَ عَلَيْهِمْ تِرَةً - يعني حسرة -) رواه الترمذي في السنن (رقم/3380)
وبناء على ذلك فإنه يكره جلوسك على مشاهدة المباريات ساعات طويلة، وخاصة إذا أثر ذلك على دراستك أو أدى إلى تعلقك بمتابعة القنوات الرياضية، ولا نحرم عليك المشاهدة - إذا خلت من المناظر المحرمة -، ولكننا ندعوك إلى الاعتدال في شأنك كله، وإشغال نفسك بتطوير قدراتك، وتنمية مهاراتك، والمشاركة الفاعلة في كل أعمال الخير في المجتمع. والله الموفق.