الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
الأصل في المسلم في مثل هذه المواقف أن لا يسأل عن حكم العمل الذي قد يناله فيه الإثم، بل أن يسأل عن الخلق الأكمل، والسلوك الأمثل، الذي ينال به رضا الله عز وجل، ويبلغ به المنزلة الرفيعة، حين تفتح له أبواب الخير، ويختبر في استعداده للتضحية في مقابل إسعاد الآخرين.
هذا ما ننصحك أن تحرص عليه، أن تدخل السعادة في قلوب زوجتك وبناتها، وأن تعوضهم عن الأيام القاسية التي مروا بها، فلا تنغص عليهم عيشهم من جديد، ولا تقطع صلتهم ببعضهم، وإن كان ذلك على حساب راحتك الشخصية في بعض الأحيان، فإن احتسبت أجرك عند الله، ورجوت أن يدخلك الله الجنة برفقك بزوجتك وبناتها، فإن الله عز وجل لن يخيب ظنك.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ, وَأَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ, أَوْ تَكَشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً, أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا, أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا, وَلأَنْ أَمْشِيَ مَعَ أَخِ فِي حَاجَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ يَعْنِي مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ شَهْرًا, وَمَنَ كَفَّ غَضَبَهُ سَتَرَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ, وَمَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ وَلَوْ شَاءَ أَنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ مَلأَ اللَّهُ قَلْبَهُ رَجَاءً يَوْمَ الْقِيَامَةِ, وَمَنْ مَشَى مَعَ أَخِيهِ فِي حَاجَةٍ حَتَّى يَتَهَيَّأَ لَهُ أَثْبَتَ اللَّهُ قَدَمَهُ يَوْمَ تَزُولُ الأَقْدَامِ) رواه ابن أبي الدنيا في "قضاء الحوائج" (47/رقم 36) والطبراني في "المعجم الكبير" (12/453)، وحسنه بعض أهل العلم.
وفي كل الأحوال لا يجوز للزوج أن يمنع زوجته من رؤية بناتها مطلقا ولو خارج المنزل. والله أعلم.