الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
زيارة القبور جائزة في العيد وغيره، للرجال والنساء، لقوله صلى الله عليه وسلم: (كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ فَزُورُوهَا) رواه مسلم، وزاد الترمذي: (فَإِنَّهَا تُذَكِّرُ الآخِرَةَ)، وهذا يشمل الرجال والنساء.
ولكن يجب الحذر من ارتكاب المخالفات الشرعية في المقابر، كالاختلاط بالرجال، والتبرج المحرم، وكشف العورات، ومصافحة الرجال الأجانب، فهذه وإن كانت ممنوعةً في كل مكان وزمان، إلا أن ارتكاب الحرام عند مواطن العظة أشد فحشًا وتحريمًا.
وأما البكاء وهو نزول الدموع عند غلبة الحزن فلا يؤاخذ الله به، ولكن يؤاخذ على النوح والصياح والصراخ، لقوله صلى الله عليه وسلم: (لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَطَمَ الْخُدُودَ وَشَقَّ الْجُيُوبَ وَدَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ) متفق عليه.
ويجوز توزيع الحلوى في الأعياد وغيرها، ولكن المقابر ليست مكانًا مناسبًا لذلك؛ فزيارة القبور غرضها الموعظة والاعتبار، وليس الطعام والشراب، فإن اقتصر الأمر على التصدق بالمال على الفقراء فذلك أفضل. والله تعالى أعلم.