الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
ما يصيب العبد في الدنيا من أمر إلا وقد سبق فيه القضاء عند الله عز وجل، وهو سبحانه لا يقضي إلا بعلم وحكمة بالغة، كما قال سبحانه وتعالى -بعد أن أرشد المؤمنين إلى الزواج المباح-: (ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ. يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) النساء/25-26.
والمسلم المبتلى بتأخر الزواج عليه أن يصبر ويحتسب أمره عند الله، وهو في ذلك يجتهد في إعفاف نفسه، وإشغالها بطاعة الله، والتوبة من جميع الذنوب السابقة، كي يجتاز هذا الابتلاء برفعة الدرجات، وتكفير السيئات.
ولكن ذلك لا يعني قعود المسلم عن السعي في أسباب الزواج، بل عليه أن يحرص على طلب الزواج الصالح، والأسرة السعيدة بالطرق المباحة، والله عز وجل يعينه بإذنه تعالى، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (ثَلَاثَةٌ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ عَونُهُم: المُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَالمُكَاتِبُ الذي يُرِيدُ الأَدَاءَ، وَالنَّاكِحُ الذِي يُرِيدُ العَفَافَ) رواه الترمذي (1655) وقال حديث حسن.
نسأل الله لجميع المسلمين التحصين والعفاف. والله أعلم.