الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
النار دار الخلود للأشقياء الذين ماتوا على الكفر، كما قال الله عز وجل: (إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا . خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا) الأحزاب/64-65. وقال سبحانه وتعالى: (يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ) المائدة/37.
وأما من يدخل النار من المؤمنين الذين ماتوا على الإسلام: فهؤلاء يعذبون بقدر ذنوبهم، ثم يخرجون من النار برحمة الله وفضله، ثم بشفاعة خير المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم.
فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يَدْخُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ، ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: أَخْرِجُوا مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ) متفق عليه.
يقول أبو الحسن الأشعري رحمه الله: "قالت المعتزلة والخوارج بتخليدهم - يعني الفساق من المسلمين - وأن من دخل النار لا يخرج منها، وقال أهل السنة والاستقامة: إن الله يخرج أهل القبلة الموحدين من النار، ولا يخلدهم فيها" مقالات الإسلاميين (1/474). والله أعلم.