الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
القراءة من المصحف أثناء الصلاة عمل مكروه في مذهبنا، لاشتماله على الحركة اليسيرة، ولكن الصلاة صحيحة جائزة إن شاء الله تعالى.
جاء في كتاب [أسنى المطالب 1 /183]: "لو قرأ في مصحف، ولو قلَّب أوراقه أحيانا لم تبطل -يعني الصلاة- لأن ذلك يسير، أو غير متوال، لا يشعر بالإعراض، والقليل من الفعل الذي يبطل كثيره إذا تعمده بلا حاجة مكروه" انتهى باختصار. وهو كذلك مذهب المالكية أيضا كما في [جواهر الإكليل 1 /74].
فالذي ننصحك به أن تكتفي بقراءة ما تحفظه من السور التي تظن أنها ثابتة في حافظتك، وإذا وقع منك النسيان العارض أثناء القراءة فلا حرج عليك، خاصة وأن صلاة الفرض في جماعة يستحب فيها التخفيف، وخروجا من خلاف الإمام أبي حنيفة، حيث أبطل صلاة كل من قرأ من المصحف، لأن القراءة من المصحف تلقين، وقبول التلقين مبطل للصلاة عنده رحمه الله.
أما في صلاة التراويح فلك أن تستعين بالقراءة من المصحف لقيام الحاجة الشرعية التي ترفع حكم الكراهة في مذهبنا. والله أعلم.