الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
هذه اللعبة لا تخلو من محذورين اثنين:
إما أن تكون قمارا بنفسها، تشتمل على ربح المال أو خسارته حقيقة مقابل اللعب: وهذا لا يخفى تحريمه على جميع المسلمين، فالله عز وجل يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) المائدة/90.
وإما أن لا تشتمل على المقامرة حقيقة، ولكنها تدريب عليه، وجرأة على اقتحام المحرم، واستحلال فعلي له على وجه اللعب والتسلية: وهذا لا شك أيضا في حرمته، فقد جاءت شريعتنا الحكيمة بتحريم التشبه بجميع عادات الكفار والفساق، وفي القرآن الكريم يقول الله سبحانه وتعالى: ( وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ ) الشورى/15
وفي السنة الصحيحة يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ ) رواه أبو داود.
وقد حرم فقهاؤنا التشبه بعادات أهل الفسق والفجور ولو كان أصل العمل مباحا، حسما لمادة الحرام، وقطعا للجرأة عليه، فكذلك يقاس عليه كل لعب هو في الأصل مباح، ولكنه يلعب به على هيئة القمار والميسر.
يقول العلامة ابن حجر الهيتمي رحمه الله: "إذا أديرت القهوة الحادثة الآن كهيئة إدارة الخمر حرمت إدارتها، وإلا فلا" انتهى. "الفتاوى الفقهية الكبرى" (4/361). والله أعلم.