الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
ليس من الحكمة أن يقاطع الأخ أخاه إذا رآه مقيما على معصية، بل الواجب عليه مزاورته والاستمرار في نصحه ووعظه لعله يستجيب له، ولا يتركه نهبة لأصدقاء السوء، أو فريسة للغفلة التي تصيب ابن آدم، فتتركه مقيما على الحرام سنوات طوال.
وقد نص الفقهاء على جواز معاملة من اختلط ماله الحلال بالحرام، بالأكل عنده، والبيع والشراء منه، وقبول هداياه، ونحو ذلك، مستدلين بقبول النبي صلى الله عليه وسلم هدايا اليهود، وأكله الطعام عندهم، وقد وصفهم الله عز وجل بأنهم: (سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ) المائدة/42.
ولذلك لما جاء رجل إلى ابن مسعود رضي الله عنه فقال: إن لي جاراً يأكل الربا، وإنه لا يزال يدعوني، فقال: مهنؤه لك وإثمه عليه. "مصنف عبد الرزاق" (8/150)
وقد نص فقهاؤنا رحمهم الله على ذلك في مواضع كثيرة من كتب الفقه.
جاء في حاشية قليوبي رحمه الله (4/263): " لا يحرم الأكل ولا المعاملة ولا أخذ الصدقة والهدية ممن أكثر ماله حرام، إلا مما علم حرمته، ولا يخفى الورع" انتهى.
أما حكم العمل في البنوك الربوية فقد سبق تفصيله في الفتوى رقم: (467). والله أعلم.