الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله.
أولاً: التكفير عن الذنوب يكون بالتوبة، والتوبة بابها مفتوح لكل أحد، والله سبحانه يبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، ويبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، وقد رغّبنا عز وجل بالتوبة في آيات كثيرة، منها قوله سبحانه: (قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً) الزمر/53.
ولقبول التوبة من الذنوب شروط، هي: الإقلاع عن المعصية تمامًا، والعزم على عدم العودة، والندم عليها، وإذا كانت المعصية تتعلق بحق إنسان كأكل ماله ظلماً، فلا بدّ من الخروج من هذه المظلمة، إما برد المال، أو استرضاء المظلوم.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلَمَةٌ لأَحَدٍ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ شَىْءٍ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهُ الْيَوْمَ، قَبْلَ أَنْ لاَ يَكُونَ دِينَارٌ وَلاَ دِرْهَمٌ) متفق عليه.
ثانياً: بخصوص الصلوات التي فاتتك: فإنه يلزمك قضاؤها، وأيسر طريقة لتحقيق ذلك أن تصلي مع كل فرض تؤدينه فرضاً آخر من الصلوات التي فاتتك، وإن زدتِ فهو خير.
ثالثاً: أما بخصوص الأيمان التي حلفتها، فإذا كانت أيماناً مختلفة على أشياء مختلفة، فيجب عليك أن تتحري عددها، وإذا شككت فخذي بالأحوط، أي إذا شككت سبعة أيمان أم ستة، فاعتبريها سبعة، وأخرجي عن كل يمين كفارة مستقلة.
رابعاً: توبتك من غيبة زوجك تكون بأن تستغفري له، وأن تذكري ما فيه من خير أمام أختك وصديقتيك.
ومهما يكن من أمر فإن التوبة الصادقة والالتجاء إلى الله في تكفير السيئات هو سبب النجاة، فتمسكوا به. والله أعلم.