الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
من أراد معرفة نفسه أنه مؤمن فليعرض نفسه على القرآن، وليتتبع الآيات التي تتكلم عن المؤمنين، ولينظر في أي مقامات الإيمان هو، فالإيمان درجات، يزيد وينقص، يزيد بطاعة الله فيحبه الله، وينقص بمعصيته، ويتفاوت من شخص إلى آخر بحسب قوة يقينه بالله تعالى، وحبه لله وتوكله عليه وخوفه ورجائه وتسليم أمره له والرضا بقضاء الله وقدره.
ومن أراد أن يقيس قدر حب الله له، فلينظر في حبه هو لله أولا، وقدر التزامه بشرعه، والله عز وجل يقول: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) آل عمران/31.
وعلى كل حال لا يبلغ العبد الصادق المخلص يوما ما درجة اليقين بحب الله له، ورضاه عنه؛ بل من ظن ذلك في نفسه فقد وقع في حبائل الشيطان، لأن الخوف من الله، والخشية من عقابه واحد من أهم الأعمال القلبية التي يتعبد بها المسلم لربه.
يقول الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ . وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ . وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ . وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ . أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ . وَلَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ) المؤمنون/57-62. وقال تعالى: (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ) البينة/8. والله أعلم.