الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
الأعراف سور مرتفع بين الجنة والنار كما قال ابن عباس وغيره من المفسرين، وكل مرتفع من الأرض عند العرب يسمى عرفا، ولا يعرف كيفية هذه الأعراف ولا كيفية إقامة أهلها عليها إلا الله؛ لأن ذلك من نبئ الآخرة.
يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله: "اختلفت عبارات المفسرين في أصحاب الأعراف مَن هم، وكلها قريبة ترجع إلى معنى واحد، وهو أنهم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم. نص عليه حذيفة، وابن عباس، وابن مسعود، وغير واحد من السلف والخلف، رحمهم الله - ثم ذكر مجموعة من الأحاديث المرفوعة الدالة على ذلك ثم قال - والله أعلم بصحة هذه الأخبار المرفوعة، وقصاراها أن تكون موقوفة، وفيه دلالة على ما ذكر" انتهى. "تفسير القرآن العظيم" (3/418)
وقد ذهب أكثر هؤلاء المفسرين أيضا من الصحابة والتابعين إلى أن مصير أصحاب الأعراف هو الجنة، وهو الأقرب إلى ظاهر القرآن الكريم، كما جاء عن الحسن البصري رحمه الله: أنه تلا هذه الآية: (لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ) قال: والله ما جعل ذلك الطمع في قلوبهم، إلا لكرامة يريدها بهم. وورد نحوه عن ابن عباس ومجاهد والضحاك وغيره من المفسرين. والله أعلم.