الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
نشكر لك حرصك على إرضاء إخوانك، وتحري أكل الحلال واجتناب الحرام، وسعيك في إبراء ذمة والدك.
وقد نص الفقهاء رحمهم الله على استحباب إرجاع الولد العطية التي أعطاه والده لغير حاجة ظاهرة دون باقي إخوانه، وأن ذلك أقرب إلى تحقيق العدل، وتأليف القلوب، وإبراء الذمم.
خاصة إذا كان والدك قد أعطاك المال على وجه القرض في الأصل، ثم سامحك به، فقد لا يصدق بقية الورثة بدعوى المسامحة وإن كنت صادقًا بها، فلا يبقى سبيل إلى إرضائهم إلا المصالحة بما تتفقون عليه من المال، تطييبًا لنفوسهم، وخروجًا من الخلاف.
وأما من حيث الإثم: فما دمت متأكدًا من مسامحة والدك لك بالمال الذي أعطاك -حسب ما ورد في السؤال- فنرجو ألا يؤاخذك الله به، بشرط أن تكون المسامحة عن طيب نفس الوالد بكامل الأهلية المعتبر شرعا، ونرجو ألا يؤاخذ والدك بذلك أيضًا. والله تعالى أعلم.