الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
الدعوة إلى الله تعالى وتبليغ الشريعة السمحة واجب على الأمة الإسلامية، كلٌّ بحسب قدرته واستطاعته، وبحسب موقعه وكفاءته العلمية، فقد أثنى الله سبحانه وتعالى على المشتغلين بالدعوة إليه في كتابه الكريم، فقال سبحانه: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) فصلت/33.
وأخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن هداية الناس إلى سبيل الحق والخير من أفضل الأعمال عند الله عز وجل فقال صلى الله عليه وسلم: (والله لأن يهدي الله بك رجلًا واحدًا خير لك من حمر النعم) رواه البخاري (رقم/2942) ومسلم (رقم/2406)، وفي رواية في "المستدرك" (3/690): (خير لك مما طلعت عليه الشمس)
والدعوة إلى الإسلام من جملة فروض الكفاية، يطالب به القادرون على ذلك من حيث العلم والنفقات والترتيبات اللازمة، وهي في زماننا كثيرة، لا تستطيعه بشكل واسع إلا الدول والهيئات العلمية، أما الشخص العادي فحسبه ما قمت به في سفرك الذي ذكرت، ولذا لا ينبغي أن نحمل جميع المسلمين إثما بسبب عدم بلوغ الدعوة إلى جميع البشر، ونحن نستحب دائما لغة الترغيب والتشجيع التي تثمر مزيدا من جهود الدعوة، وتبشيرا بنتائجها العظيمة بإذن الله، وليس البحث عن تأثيم جميع المسلمين وتحميلهم المسؤولية. والله أعلم.