الموضوع : يستحيل أن يكون لغير الله تعالى صفة تشبه صفته

رقم الفتوى : 4001

التاريخ : 03-09-2025

السؤال :

هل من الممكن أن يخلق الله مخلوقاً يسمع كل شيء، أو يبصر كل شيء؛ لأن الله على كل شيء قدير، أم أن هذه الصفات خاصة لله تعالى يستحيل أن يتصف بها أي أحد؟

الجواب :

الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله 

يجب على كل مسلم اعتقاد أن الله تعالى متصف بصفة الوحدانية، والتي تعني أن الله سبحانه واحد في ذاته وصفاته وأفعاله، فلا يوجد ذات تشبه ذاته سبحانه، ولا صفات تشبه صفاته، ولا يوجد فعل لأحد من خلقه يشبه فعله سبحانه وتعالى، يقول الله تعالى: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} [الزمر: 62].

فيستحيل أن يوجد مخلوق له سمع أو بصر يحيط بجميع الموجودات؛ لأن ذلك يقتضي مشابهة لصفتي السمع والبصر اللتين لله تعالى، وهو لا شبيه له، قال سبحانه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11]، وكذلك يستحيل عقلاً أن يخلق الله تعالى مخلوقاً تشابه صفاته صفات الله سبحانه؛ لأن قدرة الله تعالى لا تتعلق بالمستحيلات، وإلا لانتفت صفة الألوهية عنه؛ لوجود مشابه له ولو من بعض الوجوه.

أما لو أن الله تعالى أعطى بعض الخلق قدرة على رؤية الموجودات الحادثة كلِّها؛ فهذا لا مانع منه عقلاً وإنْ كان لم يثبت وقوعه شرعاً لأحد.

قال الإمام الباجوري رحمه الله: "والكم المنفصل في الصفات: وهو أن يكون لغير الله صفة تشبه صفته تعالى؛ كأن يكون لزيد قدرة يوجد بها ويعدم بها كقدرته تعالى، أو إرادة تخصص الشيء ببعض الممكنات، أو علم محيط بجميع الأشياء، وهذان الكمان -أي المتصل والمنفصل- منفيان بوحدانية الصفات" [تحفة المريد/ ص 163].

وعليه؛ فلا يصح القول بجواز أن يخلق الله سبحانه مخلوقًا له سمع أو بصر يشبهان سمع الله تعالى أو بصره؛ لأن ذلك مستحيل، وقدرة الله تعالى لا تتعلق بالمستحيل، ولمنافاة ذلك لوحدانية الصفات الإلهية. والله تعالى أعلم.