الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
حديث النفس: هو أن يُجري الإنسان في داخله كلاماً دون التلفظ به بلسانه، وهو مما عفا الله تعالى عنه، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ لِأُمَّتِي عَمَّا وَسْوَسَتْ، أَوْ حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا، مَا لَمْ تَعْمَلْ بِهِ أَوْ تَكَلَّمْ) رواه البخاري.
وحق المطالبة بالدين -في الصورة المذكورة- لا يسقط، بدليل عدم التلفظ بالمسامحة، ولجزم الدائن بنية استمرار المطالبة، يقول الإمام الشافعي رحمه الله: "وكلّ ما لم يتحرك به لسانه؛ فهو من حديث النفس الموضوع عن بني آدم" [الأم 5/ 278].
وعليه؛ فحق المطالبة بالدين لا يسقط، بما أن المسألة مجرد حديث نفس لم يقارنها لفظ. والله تعالى أعلم.