الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
إطلاق عبارة (حسبي الله ونعم الوكيل) لا تحمل أي إساءة، فهي من باب الدعاء، وتفويض الأمر إلى الله عزّ وجل، قال الله تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} [آل عمران: 173].
قال الإمام النووي رحمه الله تعالى: "واعلم أنه يستحب لكلّ أحد في كل موطن قول حسبي الله، قال الله تعالى: {فإن تولوا فقل حسبي الله}، وقال تعالى: {وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل}... الآية، وروى البخاري في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: حسبنا الله ونعم الوكيل، قالها إبراهيم صلى الله عليه وسلم حين ألقي في النار، وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا: {إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل}...، واقتدى المصنف وغيره من العلماء في كتبهم وغيرها بهذا، وختموا كلامهم بحسبي الله ونعم الوكيل" [المجموع شرح المهذب 1/78]. والله تعالى أعلم.