الموضوع : من عجز عن الصوم لمرض لا يرجى شفاؤه ثم قدر عليه لزمته الفدية فقط

رقم الفتوى : 348

التاريخ : 20-10-2009

السؤال :

أنا فتاة أبلغ من العمر عشرون عاما، مصابة بمرض السكري من النوع الأول المعتمد على الأنسولين، وعلى المريض بهذا النوع عدم الصيام، وذلك للصعوبة البالغة والضرر الذي قد يلحق به، وذلك لحاجته لاستخدام العلاج بشكل دائم، أما الآن فأنا أستخدم نوعا آخر جديدا من العلاج بحيث تمكنت بواسطته من الصيام في رمضان هذا العام بحمد الله، ولكن أحيانا كانت تواجهني صعوبات تضطرني للإفطار. سؤالي هو: هل يتوجب عليَّ قضاء صيامي لشهور رمضان الماضية؛ علما بأنها قد تجاوزت المائتي يوم، أم أن دفعي للفدية كاف؟ ولكم مني جزيل الشكر.

الجواب :

الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله:
الواجب على المريض مرضا مزمنا لا يرجى برؤه إخراج الفدية ابتداءً، ولا يجب عليه الصوم أصلا، فمن ظن عدم شفاءه من المرض بشهادة الأطباء الثقات فقد سقط عنه الصوم، ووجب عليه إخراج الفدية، وهي إطعام مسكين عن كل يوم مد طعام.
ولو قدر بعد ذلك على الصوم فلا يلزمه قضاء ما فات من الصيام، إنما يكفيه دفع الفدية فقط، لأن الفدية هي التي وجبت ابتداء بالعجز عن الصوم، وقد نص على ذلك العلماء، فقد قال البيجوري رحمه الله: "فلو قدر على الصوم بعد فواته لم يلزمه القضاء، سواء كانت قدرته بعد إخراج الفدية أو قبله، لأنه مخاطب بالفدية ابتداءً" انتهى. " حاشية البيجوري على شرح ابن قاسم لمتن أبي شجاع " (1/300)، وانظر: "مغني المحتاج" (1/440).
وبناء عليه لا يجب عليك قضاء الأيام التي أفطرتها في الأعوام السابقة، ونرجو الله تعالى أن يكتب لك الشفاء الكامل، وأن يعيننا جميعا على طاعته. والله تعالى أعلم.