الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
اتفاق مجموعة من الأشخاص على جمع مبلغ معين من كل شخص وصرفه إلى بعض المشتركين في هذا العمل أو لغيرهم حسب الاتفاق في بعض المناسبات، كالوفاة أو الزواج ونحوها، مباح شرعاً، فهو من صور التعاون على الخير والبر، والله تعالى يقول: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} المائدة/2، وقال صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ الأَشْعَرِيِّينَ إِذَا أَرْمَلُوا فِي الغَزْوِ، أَوْ قَلَّ طَعَامُ عِيَالِهِمْ بِالْمَدِينَةِ، جَمَعُوا مَا كَانَ عِنْدَهُمْ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، ثُمَّ اقْتَسَمُوهُ بَيْنَهُمْ فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ بِالسَّوِيَّةِ، فَهُمْ مِنِّي، وَأَنَا مِنْهُمْ) متفق عليه.
ولكن يشترط أن يكون الاشتراك في هذا العمل اختيارياً، ولا يجوز إلزام أي شخص بالاشتراك فيه؛ لأن المبلغ المدفوع في هذه الحالة من قبيل التبرع، ولا يجوز إجبار الإنسان على التبرع، ولكن من الممكن الاتفاق على أن الذي لا يشترك لا يستفيد من هذا الصندوق؛ تجنباً لحصول الخلاف والنزاع فيما بعد، وينبغي التقييد بعدم الإسراف والمباهاة في مصاريف العزاء. والله تعالى أعلم.