الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله:
نرجو أن تفرق - أخانا السائل - بين الحالة المرضية، والحالة الوسواسية، لأن الحكم يختلف بحسب الحالة، فإن كان خروج الغازات من غير تحكم منك مرضا أصابك وله تشخيص وأدوية، فهذا حكمه حكم أصحاب الأعذار الدائمة، يتوضأ لكل صلاة بعد دخول وقتها، ويصلي عقب وضوئه وإن خرج منه الريح، فهو معذور لمرضه، إلا إذا كنت تعلم أن هذه الغازات تتوقف عن الخروج فترة معينة، فيجب عليك أن تنتظر إلى ذلك الوقت الذي تتوقف فيه الغازات لتصلي فيه، ما لم يخرج وقت الصلاة.
أما إذا كان الأمر لا يعدو كونه حالة من الوسواس، فلا ينبغي لك حينئذ إعادة الوضوء، ويجب عليك التوقف عن الاسترسال مع هذا الوسواس الذي يقودك إلى ترك الجماعة وإعادة الوضوء بلا مبرر، والله سبحانه وتعالى يقول: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ) النور/21. وقال صلى الله عليه وسلم: (لَا يَنْفَتِلْ أَوْ لَا يَنْصَرِفْ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا أَوْ يَجِدَ رِيحًا) متفق عليه.