الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول اللهيستحب للمؤذن أن يُحَسِّن صوته في الأذان، وأن يلتزم بقواعد التجويد بحيث يستطيع إخراج كل حرف من مخرجه دون تكلف، أو تمطيط، أو لحن جلي يخل بألفاظه، ويغيّر معناها، ويبطل به الأذان؛ إذ المقصود منه هو الإعلام بدخول وقت الصلاة ودعوة المسلمين لأداء الصلاة في المساجد، قال الإمام الشافعي رحمه الله: "أحب ترتيل الأذان وتبينه بغير تمطيط ولا تغن في الكلام ولا عجلة" "الأم" (1/ 107).
وإبدال حرف مكان حرف هو اللحن الجلي الذي يبطل به الأذان، قال ابن حجر: "وليحترز من أغلاط تبطل الأذان، بل يكفر متعمد بعضها، كمد باء أكبر وهمزته، وهمزة أشهد، وألف الله، وعدم النطق بهاء الصلاة، وغير ذلك، ويحرم تلحينه إن أدى لتغيير معنى أو إيهام محذور، ولا يضر زيادة" نقلا عن "إعانة الطالبين" (1/ 276).ويكره تمطيط الأذان، كما قال الإمام الشربيني رحمه الله: "يكره تمطيط الأذان: أي تمديده والتغني به: أي التطريب" "مغني المحتاج" (2/ 170).
وعليه، فالضابط في الأذان أن يكون موافقاً لأحكام التجويد، غير متكلف فيه، سواء طالت مدة الأذان أم قَصُرت، وننصح المؤذنين بإتقان الأذان والبعد عن مبطلاته. والله تعالى أعلم.