الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول اللهأسماء الله الحسنى منها ما هو مختص به سبحانه وتعالى لا يُطلق إلا عليه، مثل: (الله)، و(الرحمن)، و(الخالق)، وغيرها مما لا يليق إلا بذاته عز وجل، ولا يجوز التسمي بها.
ومنها ما يصح إطلاقه على الله عز وجل وعلى العبد، مثل: (الكريم) و(العالم) وغيرها؛ لأنه عند إطلاقها على ذاته سبحانه وتعالى؛ فهي تليق به وبجلاله وكماله وعظمته، وعند إضافتها للمخلوق؛ فإنما تدل على معنى يليق بنقصه وضعفه.وأسماء التزكية لا تُكره على إطلاقها، وإنما يُكره فيها أن يقصد الإنسان تزكية نفسه بهذا الاسم، وكأنه يُخبر عن اتصافه بما يحمله هذا الاسم من الشهادة بالصلاح والإيمان، روى الإمام مسلم عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ (زَيْنَبَ) كَانَ اسْمُهَا (بَرَّةَ)، فَقِيلَ: تُزَكِّي نَفْسَهَا، فَسَمَّاهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (زَيْنَب).
فإذا لم يكن صاحِبُ الاسم مفتخرًا ولا متعاليًا باسمه؛ فلا حرج في التسمي به، بل إن الأسماء الحسنة التي تحمل معاني الخير والصلاح مستحبة، يُرجَى أن تَحمل صاحبها على التحلي بمعاني اسمه الحسن.كما يُكره التسمي بالأسماء القبيحة، ويُسنُّ تغييرها؛ لخبر مسلم: أَنَّهُ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ غَيَّرَ اسْمَ (عَاصِيَةَ)، وَقَالَ: أَنْتِ (جَميلة).
واسم (مؤمن) ليس من الأسماء الخاصة بالله سبحانه وتعالى, ولا من الأسماء التي يُتطيَّر بنفيها؛ لأن صفة الإيمان ثابتة له ولا يُتصوَّر نفيها عنه؛ فلا نرى بأسًا به، ولا داعي لتغييره. والله أعلم.