الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
لا ينعقد النذر إلا بعبارة فيها صيغة إلزام؛ مثل: نذر علي، أو لله علي. وأما صيغة: "سأذبح خروفًا كفدو" فلا تشتمل على أي إلزام، إنما هي إخبار في المستقبل.
ولكن إذا قصدتَ بها النذرَ؛ فقد أفتى كثير من العلماء بأنه يصبح حينئذ نذرًا لازمًا يجب الوفاء به، ولا يحل الأكل منه ولا إطعام من تنفق عليهم، وإنما تطعمه الفقراء والمساكين.
أما إذا لم تنو ولم تقصد النذر؛ فلا يجب عليك ذبح الخروف ولكن يُستحب، ويجوز أن تُطعم منه الأقارب والفقراء وتأكل منه.
يقول الإمام الرملي رحمه الله: "نحو: إن شفى الله مريضي عمرت مسجد كذا أو دار زيد. فيكون لغوًا؛ لأنه وعدٌ عارٍ عن الالتزام، نعم، إن نوى به الالتزام لم يبعد انعقاده" انتهى من "نهاية المحتاج" (8/ 221).
ونُنبِّه هنا إلى أن الذبح لوجه الله، وإطعام الفقراء والمساكين من أفضل العبادات التي يُقدِّمها العبد شكرًا لله سبحانه على نعمه، ولكن لم يرد ما يدل على أن الذبح لوجه الله يفتدي به العبد نفسه وأبناءه من المصائب، فالابتلاء سنة الله تعالى في خلقه، له فيه الحكمة البالغة، وقد ابتلي سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم بأعظم أنواع الابتلاء فصبر واحتسب أجره عند الله. والله أعلم.