الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
تعظيم الله سبحانه وتعالى وتنزيهه أساس العقيدة الإسلامية ومرتكزها، ومن أوجب الواجبات على المسلم.
وشَتْمُ الذات الإلهية وسبُّ الدين جريمة كبيرة بإجماع المسلمين، تُحبط ثواب الأعمال وتُخرج فاعلها من الملة، سواء كان مازحًا أو جادًّا أو مستهزئًا؛ لقوله تعالى: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ) التوبة/65-66، وعلى من فعل ذلك أن يستغفر الله تعالى فورًا ويتوب إليه ويرجع إلى الإسلام بالنطق بالشهادتين.
ويُنصح من وقعت منه هذه الفعلة المنكرة بتقوى الله -وحبذا لو كان النصح بلطف ولين- وأن يُكثر من ذِكْرِ الله تعالى. قال الله تعالى: (أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) الرعد/28، وأن يتوقف نهائيًّا عن شتم الذات الإلهية، وأن يُكثر من الأعمال الصالحة ما أمكنه ذلك. قال الله تعالى: (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ) هود/114.
وليعلم أن الله سبحانه وتعالى هو الغفور الرحيم لمن صدقتْ توبته، وليتذكر قوله تعالى: (وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) الفرقان/ 68-70. والله أعلم.