الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
يُسنُّ عند دخول المصلي للمسجد يوم الجمعة أن يصلي ركعتين خفيفتين قبل أن يجلس، حتى لو كان الخطيب على المنبر.
يقول الإمام الرملي رحمه الله: "التحية لداخل المسجد والخطيب على المنبر يُسنُّ له فعلها، ويخففها وجوبًا، لخبر مسلم: جَاءَ سُلَيْكٌ الغَطَفانيُّ يَوْمَ الجُمُعةِ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ فَجَلَسَ، فَقَالَ: (يَا سُلَيْكُ، قُمْ فارْكَعْ رَكْعَتَيْنِ وَتَجَوَّزْ فِيهِمَا). ثُمَّ قال: (إذا جَاءَ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الجُمُعَةِ والإمامُ يَخْطُبُ؛ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ، وَلْيَتَجَوَّزْ فِيهِما). هذا إنْ صلى سنة الجمعة [أي في بيته ثم حضر إلى المسجد]، وإلا صلاها مخففة وحصلت التحية، ولا يزيد على ركعتين بكل حال.
أما الداخل آخر الخطبة، فإنْ غلب على ظنه أنه إن صلاها فاتته تكبيرة الإحرام مع الإمام؛ لم يُصَلِّ التحية، بل يقف حتى تقام الصلاة، ولا يقعد لئلا يجلس في المسجد قبل التحية. قال ابن الرفعة: ولو صلاها في هذه الحالة استُحبَّ للإمام أن يزيد في كلام الخطبة بقدر ما يكملها" انتهى من "نهاية المحتاج" (2/ 321). والله أعلم.