الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
يشترط لحل الذبيحة شروط لا بد منها، من ذلك: قطع الحلقوم (مجرى الهواء) والمريء (مجرى الطعام والشراب) بشكل كامل، بحيث لو تبقى منهما شيء ومات الحيوان لم يحل، وأيضًا لو انتهى الحيوان إلى حركة المذبوح فقطع بعد ذلك المتروك من الحلقوم والمريء فهو ميتة.
كما يشترط أن تكون حياة الحيوان مستقرة عند ابتداء الذبح، وهذا يعرف بالعلامات، كالحركة الشديدة، وانفجار الدم بعد قطع الحلقوم والمريء.
جاء في "المجموع" للنووي رحمه الله (9/ 86): "يشترط لحصول الذكاة قطع الحلقوم والمريء، هذا هو المذهب الصحيح المنصوص... قال أصحابنا: ولو ترك من الحلقوم والمريء شيئًا ومات الحيوان فهو ميتة، وكذا لو انتهى إلى حركة المذبوح فقطع بعد ذلك المتروك فهو ميتة" انتهى باختصار.
وبناء على هذا فإذا كنت متحققاً من قطعك الحلقوم والمريء أول مرة؛ فالذبح صحيح، واللحم حلال، وبقاء بعض العروق غير مقطوعة لا يُحرِّم الذبيحة.
أما إذا تبين لك أنك لم تقطع الحلقوم والمريء كاملين أول مرة؛ فالغالب أن حركتها حركة الحيوان المذبوح؛ فهي ميتة، لا يجوز أكلها، ولا يُجزئك ذبحها بعد ذلك. والله أعلم.