الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
نسأل الله للسائل الشفاء العاجل، وأن يُذهب البأس عنه.
ثم إن ديننا دين التيسير ورفع الحرج، قال تعالى: (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) الحج/ 78، ويكفيه في هذا أن ينظف الموضع ما استطاع، ويتحفظ ليمنع انتشاره على الجسم والمكان، ثم بعد ذلك له أن يدخل المسجد ويصلي، فإذا خرج شيء بعد ذلك من الموضع لم يضره.
فإذا عسر عليه التحفظ وشق عليه، وخاف من تلويث المسجد بالدم والصديد فلا بأس بترك الجمعة والجماعة، فقد ذكر الفقهاء في أعذار ترك الجمعة والجماعة جميع الأحوال التي تؤدي إلى أذية المسجد أو المصلين.
قال الرملي رحمه الله: "ومِثل ذلك مَن بثيابه أو بدنه ريح كريهة كدم فصد، وقصاب، وأرباب الحرف الخبيثة، وذي البَخَرِ والصُّنَانِ المُسْتَحْكَمِ، والجراحات المنتنة، والمجذوم والأبرص، ومن داوى جرحه بنحو ثوم؛ لأن التأذي بذلك أكثر منه بأكل نحو الثوم، ومن ثم نقل القاضي عياض عن العلماء منع الأجذم والأبرص من المسجد، ومن صلاة الجمعة، ومن اختلاطهما بالناس" انتهى من "نهاية المحتاج" (2/ 160).
كما يجوز له الصلاة بزوجته وأولاده في البيت إمامًا، وقد جاء في "المجموع" للنووي رحمه الله (4/ 263): "وأما صلاة سليم خلف مَن به جرح سائل ففيها وجهان مشهوران (الصحيح) الصحة" انتهى. والله أعلم.