الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
لا حرج في تسمية (النصارى) باسم (المسيحيين)، ولو لم يرد هذا الاسم في القرآن الكريم، إذ لا يشترط في تسمية الطوائف والأديان أن يكون الاسم ثابتاً في الكتاب والسنة، بل يكفي أن يشتهر الاسم عليهم، ويعرفه العلماء بينهم، ولا يحتمل محذوراً شرعياً، فالقرآن الكريم يقتصر على بعض الأسماء، ولا ينفي غيرها.
وقد استعمل العلماء المسلمون في الماضي والحاضر كلمة "مسيحي" للدلالة على المنتسب للديانة النصرانية، نجد ذلك في كتب التاريخ والتراجم، ككتاب "عيون الأنباء"، بل نقل السبكي في "طبقات الشافعية" (3/ 209) هذا الاسم في أبيات للإمام القفال الشاشي الشافعي رحمه الله.
نقول هذا رغم أننا نعتقد أن المسيح عيسى ابن مريم عليهما السلام كان عبداً لله، قال الله تعالى على لسان عيسى عليه السلام: (قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا، وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا) مريم/30-31. والله أعلم.