الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
تعمُّد الصائم إنزال المني في نهار رمضان -سواء كان للعلاج أم غيره- يُفسد صومه ويُبطله، وقد جاء في الحديث القدسي الصحيح: (يَتْرُكُ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي، الصِّيَامُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَ) رواه البخاري.
وقد اتفق الفقهاء في معتمد المذاهب المتبوعة على أن الاستمناء بالمباشرة في نهار رمضان مُفطِّر، ولا نعلم في ذلك مخالفاً سوى ابن حزم.
جاء في "رد المحتار" -من كتب الحنفية-: "الاستمناء بالكف إذا أنزل فعليه القضاء" انتهى.
وفي "حاشية الدسوقي" -من كتب المالكية-: "(وترك إخراج مني يقظة بلذة معتادة) أي فإن أخرجه كذلك فسد الصوم ووجب القضاء" انتهى.
وقال الإمام النووي رحمه الله: "إذا استمنى بيده -وهو استخراج المني- أفطر بلا خلاف عندنا" انتهى من "المجموع".
ويقول ابن قدامة رحمه الله: "ولو استمنى بيده فقد فعل محرماً، ولا يفسد صومه به إلا أن ينزل، فإن أنزل فسد صومه؛ لأنه في معنى القبلة في إثارة الشهوة".
ولذلك فقد كان الواجب عليك تأخير تلك العملية إلى ما بعد الشهر الفضيل، أو القيام بها مساءً، كي لا تعرض صومك للفساد، ولكن أما وقد وقع ذلك فالواجب عليك التوبة والاستغفار، والقضاء بعد رمضان. والله أعلم.