تقبيل المصحف هو تعبير عن تعظيمه وتقديسه، كما يُقبِّل الإنسان الحجر الأسود تعظيماً له، ولذا لا بأس في أن يقبل المسلم المصحف الشريف. ولا شك أنه يُثاب على ذلك لقول الله تعالى عنه: (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) الحج/22، وقد رُوي عن عمر رضي الله تعالى عنه: (أنه كان يقبّل المصحف ويقول: عهد ربِّي) يعني: ما عهد إلينا أن نعمل به، أي: شريعته إلينا، فقد كان الملوك يبعثون إلى الرعيَّة كتابًا يتضمَّن تعليمات ويُسمَّى العهد. ورُوي عن عثمان مثل ذلك، فبارك الله بمن رقَّ طبعه، وسمت روحه، فعظّم كتاب ربه وفهم عنه عزّ وجل، وويل للقاسية قلوبهم الغليظة أكبادهم.
"فتاوى الشيخ نوح علي سلمان" (فتاوى تفسير القرآن/ فتوى رقم/8)