المهدي حقيقة وعدنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو عبارة عن: رجل مُصلِح يوفقه الله تعالى ويجمع به شمل المسلمين، ولكن متى يظهر هذا لا يعلمه إلا الله، وواجب كل منا أن يعمل على إصلاح نفسه وإصلاح غيره قدر المستطاع، ولا نبقى ننتظر حتى يخرج إلينا المهدي، والفساد يعم يوماً بعد يوم، وإذا خرج المهدي فإنه يملأ الدنيا قسطاً وعدلاً بعد أن مُلئت جوراً وظلما، وقد جاءت عدة أحاديث تخبر عن المهدي منها ما هو بالاسم، ومنها ما هو بالوصف، أما الذي بالاسم فقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ولو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث رجلا مني أو من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي، يملأ الأرض قسطا وعدلا كما مُلئت ظلمًا وجَورًا) رواه الحاكم في المستدرك، وأبو داود في السنن، وأما الذي بالوصف فقوله عليه الصلاة والسلام: (يَكُونُ في آخِرِ أمتي خَلِيفَةٌ يَحْثِي الْمَالَ حَثْيًا لاَ يَعُدُّهُ عَدَدًا) أخرجه مسلم، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل، فقال أحد رواة الحديث لأبي نضرة: أترى أنه عمر بن عبد العزيز؟ قال: لا.
وقد أُلِّفت كتب خاصة في بيان الأحاديث الواردة في المهدي عليه السلام.
"فتاوى الشيخ نوح علي سلمان" (فتاوى العقيدة / فتوى رقم/19)