إذا مات الإنسان تفرقت أجزاؤه إلا الأشخاص الذين يكرمهم الله تعالى بحفظ أجسادهم، وقد ثبت بالحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم مرّ على قبرين فقال: (إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لاَ يَسْتَتِرُ مِنَ الْبَوْلِ، وَأَمَّا الآخَرُ فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ) رواه البخاري ومسلم، ومن هذا نفهم أن العذاب والنعيم بعد الموت يكون للروح ويتأثر به الجسد تأثّراً لا نُحِسّ به والله أعلم بكيفيته، كما أن النائم يتلذذ أو يتألم بروحه وإن كنا لا نرى أثر ذلك على جسده، وقد يتصبب عرقاً من الخوف أو يبتسم من السرور، ونحن لا نشاهد ما يشاهده النائم، والنوم مثال مُصغر عن الموت وإن كانت أحوال الآخرة لا تشبه أحوال الدنيا، ولكن هذا مثال يُقرِّب الموضوع لأذهاننا.
"فتاوى الشيخ نوح علي سلمان" (فتاوى العقيدة / فتوى رقم/17)